كشفت تقارير إعلامية عن خطوة مثيرة للجدل قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة تمثّلت في نشر رادار عسكري صهيوني الصنع في مطار بوصاصو في الصومال، مما تعكس تصاعد النفوذ الاستخباراتي والعسكري للإمارات بالتعاون مع الكيان الصهيوني في القارة الإفريقية.

وذكر موقع Middle East Eye البريطاني أن الرادار، من طراز ELM-2084 المستخدم ضمن منظومات "القبة الحديدية"، تم نشره بذريعة التصدي لتهديدات محتملة من جماعة الحوثي، لكنه في الواقع يكشف عن شبكة معقدة من التحالفات السرية، ونقل السلاح، وتجاوز سيادة الدول الضعيفة.

وبحسب صور أقمار صناعية، تم تثبيت الرادار الصهيوني بالقرب من مطار بوصاصو، الذي تستخدمه الإمارات بشكل متزايد في عملياتها العسكرية والإمدادية.

 وتشير المصادر إلى أن عملية نشر الرادار جاءت بعد خسائر فادحة تكبّدتها "قوات الدعم السريع" في السودان، ما يعزز من فرضية استخدام بوصاصو كمركز أمامي لدعم هذه المليشيا.

وأفادت تقارير ميدانية بأن الإمارات تستخدم مطار بوصاصو بشكل شبه يومي لأغراض عدّة، أبرزها:

-نقل أسلحة ثقيلة وذخائر إلى "قوات الدعم السريع" في السودان.

-إرسال مرتزقة أجانب، من بينهم مقاتلون من كولومبيا.

وتُنفذ هذه العمليات دون علم الحكومة الفيدرالية في مقديشو أو أعضاء برلمان بونتلاند، ما يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة الصومالية.

رئيس بونتلاند والإمارات... تحالف المصالح والطموح

ويُعد رئيس إقليم بونتلاند سعيد عبد الله دني من أقرب الحلفاء المحليين للإمارات، حيث تشير مصادر صومالية إلى حصوله على دعم مالي واسع النطاق مقابل ولائه السياسي والأمني.

كما يُعتقد أن دني يسعى للاستفادة من هذا التحالف في حملته المرتقبة للانتخابات الرئاسية الصومالية عام 2026، حيث من المتوقع أن تلعب الإمارات دورًا محوريًا في دعمه للوصول إلى السلطة.

صمت رسمي وقلق دولي

وتواجه هذه التطورات رفضًا من الحكومة الصومالية التي اتهمت الإمارات بانتهاك سيادة البلاد، وبدأت في ممارسة ضغوط دبلوماسية لوقف هذه الأنشطة. ويُثير هذا التعاون بين أبوظبي وتل أبيب في إفريقيا قلقًا إقليميًا ودوليًا، في ظل تصاعد النفوذ الأمني والعسكري الذي يُهدد استقرار دول هشة مثل الصومال. (İLKHA)